بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 31 مارس 2015

المحاولات المبكرة لجعل طب الروماتيزم تخصصا منفردا

       رغم التصاق كلمه روماتيزم ببعض امراض المفاصل القليلة التي كانت معروفه طوال قرون، إلا ان هذا لم يؤدي الى محاولة اكتشاف العلاقة المشتركة بين هذه الامراض والقيام بدراستها. و قد ظل تجاهل امراض الروماتيزم سائدا ، حتى بداية القرن التاسع عشر، غير ان الامر اخذ بعد ذلك في التغير ببطء، نتيجة لانتباه مجموعه من المع اطباء ذلك الزمان الى ضعف الاهتمام بدراسة الامراض المذكورة  وتقسيمها. غير ان جهودهم هؤلاء لم تثمر هي الاخرى في جمع الامراض الروماتيزم في فرع من الطب قائم بذاته، ويرجع الامر في ذلك الى اضحالة المعارف الطبية المتوفرة آنذاك، التي جعلت تفريق امراض الروماتيزم من بعضها البعض أمرا صعبا. 

       وفي الربع الاول من القرن العشرين كانت الضروف قد اصبحت مواتية اكثر ، فقد توفر من المعارف الطبية والتحاليل المخبر يه ما يكفي للتفريق بين بعض الامراض الروماتيزمية المنتشرة وبعضها الاخر، ومن ثم اصبح بمقدور الاطباء تشخيص بعض الامراض باسمائها . وهكذا فبدلا من تشخيص المرض على انه الروماتيزم ، اصبح بالامكان اطلاق اسم محدد عليه ، كالتهاب المفاصل الروماتويدي او النقرس ( Gout ) مثلاُ. ومنذ ذلك الوقت اخذت المعارف الطبية حول هذه الامراض في الازدياد و التحسن، وهو مازاد عدد المهتمين بدراستها. ثم اخذ بعض هولاء في التجمع في جمعيات علمية تهتم بهذا الفرع من الطب، ثم تطور الامر الي التكتل في جمعيات طبيه لها اهتمام بامراض الروماتيزم وحدها. وقد شهد العام 1925م تاسيس انجح هذه الجمعيات، وهي مارست نشاطها حتى العام 2007 تحت اسم الاتحاد الدولي ضد الروماتيزم *  وبمرور الوقت، اخذت الجمعيات المذكورة في الضغط على الاوساط الطبية الرسمية، لكي يصبح هذا الفرع من الطب فرعاً مستقلا بذاته، من فروع الامراض الباطنة ، مثل امراض القلب والدورة الدموية مثلاً، غير ان الوقت آنذاك كان لا يزال مبكراً لهذه النقلة النوعية.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

_______________
*. (International Leagues against Rheumatism)، ثم تغير اسمها بعد ذلك الى (International League of Associations for Rheumatology) التي يختصر اسمها في الحروف (ILAR )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق