بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 مايو 2016

ارتجاع الصمام الميترالي وتجرثمه في التهاب شغاف القلب من نوع ليبمان وساكس عند المصابين بالذئبة

في العام  1923 وصف الأمريكيين "ليبمان" (Libman) و "ساكس" (Sacks) ، لأول مرة في التاريخ الطبي ، حدوث تغيرات معينة على الصمام الميترالي (Mitral ) عند مصابين بالذئبة تبدو كالعقيدات النابتة (vegetations)ا على السطح السفلي للصمام
الميترالي في غالب الأحيان، دليلا على قدرة المرض على اصابة داخل القلب. ونحن ندعو هذه التغيرات التي تحدث في الغالب على الوريقة الخلفية (leaflet) للصمام الميترالي باسم "التهاب شغاف القلب من نوع ليبمان و ساكس" ( Libman-Sacks endocarditis). ومن المعروف ان هذا الالتهاب قد يكون أول مظاهرالاصابةبالذئبة، كما يترافق ازيداد نسبة حدوثه مع وجود مستويات غير طبيعية للاجسام المضادة للدهون الفوسفورية، كما قد يحدث فيمتلازمة الاجسام المضادة للدهون الفوسفورية (antiphospholipid syndrome). ومن المعروف أن هذا الالتهاب قد يصيب الصمام الأورطي (aortic) و "ثلاثي الشرف" (tricuspid) في بنسب أقل حدوثا (Wałdoch, et al. 2016).

وقد تكون اصابة الصمام شديدة، حتى تتسبب في حدث حالة "ارتجاع الصمام الميترالي" (regurgitation) مما قد يستدعي ضرورة استبدال الصمام بصمام صناعي ( prosthetic) ، دون أن يتسبب هذا في مشاكل خاصة للمصاب بالذئبة (Akhlaq, et al. 2016). ورغم ان هذا الالتهاب غير جرثومي (aseptic) السبب، الا أنه قد يسهل اصابة شغاف القلب بالتهاب شغاف القلب الجرثومي الخطر (infective endocarditis) وهي الحالة التي يجب توقعها عند المصابين بالذئبة التي تظهر عندهم حمى مجهولة السبب مترافقة مع تدهور مفاجئ  في وظيفة القلب ( Lin, et al. 2016).
_____________________________________________
Copyright© 2016 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2016 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

د. احمد عبد السلام بن طاهر

للحجز في العيادة يرجى الاتصال على الرقم: 
0928428310
مواعيد العمل الحالية: 
من الساعة 4.30 وحتى 6:30 يوميا ما عدا يومي الخميس والجمعة 
مقر العمل:  
عيادة و مختبر ابن رشد , في طبرق ليبيا . بجور المركز الطبي و مطعم باب البحر   
https://www.facebook.com/ahmadbintaher
-------------------------
الصورتين منسوختين  عن الانترنت.





الجمعة، 13 مايو 2016

تراكب (overlap) مرض الذئبة الحمامية المجموعية مع مرض الكبد المناعي

Autoimmune hepatitis - cropped - very high mag.jpg
الصورة منسوخة من هذا الرابط
اصابة مرضى الذئبة الحمامية المجموعية (systemic lupus erythematosus) بمرض التهاب الكبد المناعي (autoimmune hepatitis) كحالة تراكب (overlap) نادر الحدوث نسبيا (Battagliotti, et al. 2016). وتقدر دراسة (Beisel, et al. 2014) أن نسبة حدوث التهاب الكبد المناعي عند المصابين بالذئبة وتليف الكبد الصفراوي الأولي (primary biliary cirrhosis) لا تزيد عن 10%.

. ومن المعروف اشتراك المرضين في التسبب في الآم المفاصل، و ارتفاع مستوى الغلوبولينات المناعية من نوع غاما (hypergammaglobulinemia) ، و وجود نتائج ايجابية للأجسام المضادة لنواة الخلية (antinuclear antibody). وفي العادة يمكن تشخيص حدوث التهاب الكبد المناعي عند مريض الذئبة، بملاحظة اصفرار صلبة العين ، مع ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم في عدم وجود دلائل على الاصابة بفيروسات الكبد او تناول ادوية أو مواد ضارة بالكبد أو الكحول أو التعرض للدم ومستقاته أو الكيمياويات والنباتات القادرة على ايذاء الكبد. ويمكن تأكيد التشخيص باجراء فحص نسيجي لعينة من الكبد (Histological examination). كما يمكن اجراء الاختبارات المعملية التي تهدف لتحديد نوع التهاب الكبد. عبر تحديد وجود أجسام مضادة خاصة بمرض التهاب الكبد المناعي، الذي يختصر اسمه في الحروف (AIH).

ونعرف حاليا ثلاثة أنواع من مرض الكبد المناعي (AIH) ، يرمز لها بالارقام : (1، 2، 3) وهي:
النوع 1 (AIH1): ويتميز بوجود أجسام مضادة لنوة الخلية (ANA) مع أو بدون وجود "أجسام مضادة للعضلات الملساء" (anti-smooth muscle) وهو ما أكدته دراسة موراتوري ورفاقه ( Muratori, et al. 2015)، كما قد توجد به نتائج ايجابية لاختبار الأجسام المضادة للـ انتياكتين (Antiactin). ومن المعروف أن هذا النوع هو الأكثر حدوثا عند المصابين بالذئبة في أمريكا. وقد يكون هذا النوع شديدا (fulminant) كما انه قد لا يلفت الانتباه الا بعد ان يتسبب في تشمع الكبد (cirrhosis).
النوع 2  (AIH2):  يتميز بوجود أجسام مضادة يختصر اسمها الطويل في الحروف (لكم 1)  (* 1 LKM) مع وجود أو عدم وجود أجسام مضادة للـ ال سي 1 (**LC1 ). وفي هذا النوع تكون مستويات الغلوبولينات المناعية من نوع غاما منخفضة، كما قد تظهر علامات أمراض مناعية اخرى متراكبة. ويتميز هذا النوع بقابلية عالية للتسبب في "تشمع الكبد" رغم العلاج بمضادات الالتهاب الستيرويدية (steroid). و أكثر المصابين بهذا المرض هم من الاطفال في الاحصائيات الامريكية.
ألنوع 3  (AIH3): وهنا تظهر الأجسام المضادة للـ سلا (*** SLA/LP). وهذا النوع يشتهر بسرعة تسببه في تشمع الكبد، ويصيب بصفة خاصة النساء ما بين  20 و 40 سنة ، ونسبة ظهوره (prevalence) في الاحصائيات الامريكية منخفضة.

______________________________________________
Copyright© 2016 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

د. أحمد عبد السلام بن طاهر
استشاري أول طب الروماتيزم. سنة التخصص 1990.
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD  في طب الروماتيزم
شارك في تاليف مرجع الروماتيزم ألالماني الصادر سنة 2001 و 2008
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 

الصورة منسوخة عن النت!

...........................................................................................................
*. Soluble liver antigen/liver pancreas
*. Anti-liver-kidney microsome antibodies
**. Antibody to liver cytosol
***. *. Soluble liver antigen/liver pancreas










السبت، 7 مايو 2016

عن التحاليل الكاشفة عن الاصابة بالسرطان \ جسم ضد السرطان -125 (CA-125)

        في العام 1981 نشر الباحثين روبرت باست (Bast) و روبرت كناب (Knapp) مقالا حول اكتشافهما لجسم مضاد وحيد النسيلة (monoclonal antibody) سمي جسم ضد السرطان 125 لأنه كانت نتيجة المحاولة 125 لانتاجه في المختبر، كجسم مضاد تجاه خلايا سرطان المبيض (ovarian cancer). ولهذا يسمى في اللغة الانجليزية عادة بالحروف (CA-125) اختصارا للاسم الانجليزي الكامل (cancer antigen 125).

         وفي السنوات الأخيرة، أصبح اختبار الـ (CA-125) أكثر التحاليل الكاشفة عن سرطان المبيض استعمالا، كاختبار مساعد لاكتشاف هذا النوع من السرطان عند النساء التي يتضح أن هناك احتمالا بأن يكن قد أصبن بهذا النوع من المرض ولكن لايزلن في مراحله ألمبكرة.
ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا التحليل في تشخيص الورم المذكور لوحده، لأنه من الممكن أن يعطي نتيجة غير طبيعية عند الاصابة ببعض أنواع السرطان الاخرى، من بينها:
1. ورم بطانة الرحم (endometrial).
2. ورم قناة فالوب (fallopian tube).
3. سرطان الرئة.
4. بعض سرطانات الجهاز الهضمي.


       كما قد يعطى الاختبار نتيجة غير طبيعية في بعض الامراض الغير سرطانية، من بينها بعض أمراض المبايض، كمرض "بطانة الرحم" (endometriosis)، كما قد يعطي نتائج كاذبة عند المصابين بمرض تشمع الكبد ، و السكرى، و حالة الحمل. وكل هذا يجعل من التحليل المذكور جزءا من باقة التحاليل والاختبارات التي تهدف للكشف عن أورام المبايض بشكل رئيسي (يعطى نتيجة موجبة عند حوالي ثلثي المصابات). اما في حالة تاكيد الاصابة بالورم المذكور، فيفيد التحليل في اكتشاف الاستجابة للدواء بالاضافة فوائد أخرى. 

        أما في حالة الأمراض التابعة لـ "طب الروماتيزم"، فيلاحظ أعطاء الاختبار المذكور لنتائج غير طبيعية عند المرضى المصابين "بأمراض الأنسجة الضامة" ( CTD) مثله مثل ما يحدث مع بعض الاختبارات الكاشفة عن السرطان الاخرى (CEA, CA19-9, CA15-3) حتى في عدم وجود أي دلائل على الاصابة بالأورام (Bevan & Richardson 2016) وفي مرض التهاب المفاصل اروماتويدي (RA) عند حدوث تغيرات في الرئتين (Koch, et al. 2016).

د. احمد عبد السلام بن طاهر
Dr. Ahmed Ben Taher
استشاري أول طب الروماتيزم

----------------------------------
الصور منسوخة عن النت!

الجمعة، 6 مايو 2016

عن التحاليل الكاشفة عن الاصابة بالسرطان \ بروتين بيتا-2 ميكروغلوبولين

 في العام 1948 تحصل العالم السويدي "ارني تيسليوس"(  Arne  Tiselius) على جائزة  نوبل في الكيمياء. لتحسينه لمعرفتنا بمكونات بروتين الدم.


واحد مكونات بروتين الدم يسمى "بيتا-2 ميكروغلوبولين " (β2 microglobulin) . و يمكن حاليا لاختبار مستويات بروتين الدم المسمى المذكور،  أن يعطي فكرة عن الاصابة بمجموعة من الأمراض المختلفة. كما يمكن أن يكون أحد الأدلة على الاصابة بمرض سرطان الغدد الليمفاوية ( lymphoma) ومرض "الورم النقوي المتعدد" (multiple myeloma)، ويمكن في حالة المرض الأخير أن تفيد معرفة مستويات هذا البروتين في تحديد مصير الحالة. 

  وبالطبع، يمكن لمستويات البروتين المذكور ان تخبر عن احتما الاصابة بـ "المرض النشواني" (amyloidosis) الابتدائي والثانوي. كما تفيد في تشخيص مرض الكلى المسمى "التهاب النبيبات الخلالي" (Tubulointerstitial disease)، ومجموعة اخرى من المشاكل الصحية.

         هذا كما يستخدم  تحديد مستويات البروتين المذكور ، كأحد أفراد باقة من الاختبارات المعملية التي تفيد في قياس شدة مرض التهاب المفاصل الروماتويدي ( Rheumatoid arthritis).

د. أحمد عبد السلام بن طاهر
استشاري أول طب الروماتيزم. سنة التخصص 1990.
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD  في طب الروماتيزم
شارك في تاليف مرجع الروماتيزم ألالماني الصادر سنة 2001 و 2008
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 
  
----------------------------------
الصورتين  منسوختين عن النت!
      

عن التحاليل الكاشفة عن الاصابة بالسرطان \ الألفا فيتو بروتين

في العام 1956 نشر كلا من "بيرقشتراند" (Bergstrand) و "تشار" (Czar) عن اكتشافهما بروتينا في دم البالغين بتكيزات ضئيلة جدا، و ان كان في أصله بروتينا جنينيا، لا يتواجد بتركيزات كبيرة الا في سوائل الاجنة، و بالأخص كأحد أكثر البروتينات تركيزا في بلازما الجنين . وقد أطلق على هذا البروتين الغريب اسم الفا فيتو بروتين ( Alpha-fetoprotein) الذي يختصر اسمه في اللغة الانجليزية في الحروف (AFP).

وخلال الستين سنة السابقة تم اكتشاف الكثير من خبايا هذا البروتين، وأهميته التشخيصية. ونحن نعرف حاليا أهميته كاختبار كاشف عن الاصابة (المبكرة) ببعض أنواع أمراض السرطان، أهمها السرطانات التالية:
1. سرطان الكبد المسمى "سرطان الخلية الكبدية " (Hepatocellular carcinoma/hepatoma)، الذي يصيب بعضا من المرضى المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي.
2. سرطان الغدد التناسلية ند الرجل والمرأة المسمى " سرطان الخلية الجرثومية" (Germ cell tumor).
3. حالات انتشار أو انبثاث سرطان الكبد (metastasis).
وبالاضافة الى أهمية هذا الاختبار في الكشف المبكر عن الاصابة بالأمراض السرطانية المذكورة فان له أهمية في الكشف عن بعض أمراض الجهاز العصبي الخطيرة مثل مرض "رنح توسع الشعيرات" (Ataxia telangiectasia) عند البالغين، ومرض "عيب الانبوب العصبي" ( Neural tube defects) عند الأجنة من بين أمراض جنينة أخرى، وعددا من الأمراض المختلفة.

د. أحمد عبد السلام بن طاهر
استشاري أول طب الروماتيزم. سنة التخصص 1990.
متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD  في طب الروماتيزم
شارك في تاليف مرجع الروماتيزم ألالماني الصادر سنة 2001 و 2008
للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 
----------------------------------
الصورتين منسوختين عن النت!

BERGSTRAND CG, CZAR B. Demonstration of a new protein fraction in serum from the human fetus. Scand J Clin Lab Invest. 1956;8(2):174–174. .


الخميس، 5 مايو 2016

مدخل الى المناعة في طب الروماتيزم : بعضا من تاريخ كريات الدم \ من الحجامة وحتى اكتشاف كريات الدم الحمراء

        مورست عملة الفصد (phlebotomy) لغرض طرد بعض الدم من الجسم (Bloodletting) - فيما يعرف بالحجامة - لأغراض علاجية في الطب منذ أقدم العصور، واستمرت ممارستها كأكثر أنواع التدخلات الطبية التي يمارسها الجراحون لمدة تقارب 2000 سنة، حتى أخذت في الاندثار قبيل نهاية القرن التاسع عشر، حيث منع استخدامها في الطب الغربي الحديث بشكل شبه كامل بعد ذلك التاريخ.

وطوال القرون احتك الاطباء الحجامون بالدم المستخرج من أجسام مرضاهم دون أن يعرفوا بانه يحتوي على خلايا تسبح فيه باعداد مهولة. ولكن الأمر أخذ في التغير بعد بداية القرن السابع عشر. ففي العام 1590 تم اختراع الميكروسكوب الذي يسمح بتكبير هائل للأجسام الصغيرة جدا، حتي تلك التي لا ترى بالعين المجردة. وفي العام 1658 قام الهولندي المدعو "شفاميردام (Swammerdam) بملاحظة وجود كريات صغيرة تسبح في سائل الدم، وهي التي نطلق عليها الآن اسم كريات الدم الحمراء (red blood cells)، وكانت هذه الملاحظة الأولى في التاريخ لوجود هذه الكريات. وبعد ذلك بعدة سنوات ترك لنا هولندي أخر هو "فان لوفينوك" (van Leeuwenhoek) الرسم الأول لهذه الخلايا كما قدر حجمها. ورغم هذا التقدم، الا انه مر أكثر من 150 سنة قبل أن يلاحظ الفاحصون أي نوع أخر من الكريات في الدم . وهكذا ظلت كريات الدم البيضاء التي تهمنها بشكل أساسي في موضوع المناعة في طب الروماتيزم غير معروفة طوال كل هذه الفترة من الزمان.

د. احمد عبد السلام بن طاهر
Dr. Ahmed Ben Taher
استشاري أول طب الروماتيزم




       
----------------------------------
الصور منسوخة عن النت!