طب الروماتيزم : مارس 2015

الثلاثاء، 31 مارس 2015

نهاية الحرب العالمية و ظهور تخصص امراض الروماتيزم

خرجت الدول المتحاربة وعلي رأسها بريطانيا من الحرب العالمية الثانية وهي تعاني من الديون ومن نقص الميزانيات المخصصة للانفاق العام ومن بينها نفقات الخدمات الصحية. و ادي هذا بالمسئولين الي محاولة اعادة هيكلة الخدمات الصحية بشكل اعتقدوا انة سيؤدي الي تخفيض نفقاتها التي تثقل كاهل خزينة الدولة. وكان نتيجة هذا هو ظهور نظام التامين الصحي سنه 1948م ، والتصريح بظهور تخصصات جديده في الطب ، وكان تخصص طب امراض الروماتيزم احد هذه التخصصات الوليدة.

ورغم ان بريطانيا سمحت في فتره مبكرة نسبيا من القرن المنصرم ، باعتبار طب الروماتيزم تخصصاً منفصلاً، إلا ان الكثير من الدول لم تاخذ بهذا الحذو ، باستثناء قله من بينها بعض دول تكتل المجموعة الاشتراكية السابقة في اوربا . وكدلاله علي هذا الامر ، فلم تصرح السلطات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار طب امراض الروماتيزم تخصصا مستقلا في الطب، إلا في بداية سنوات السبعينات من القرن العشرين.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

بعضا من تاريخ مصطلح اخصائي امراض الروماتيزم

في العام 1940، استخدم الطبيب برنار كومرو (Bernard Comroe) في احدى كتاباته كلمة اخصائي امراض الروماتيزم (Rheumatologist ) لأول مرة، غير ان الطريف في الأمر انه استخدم هذه اللفظة قبل أن يصبح تخصص أمراض الروماتيزم تخصصا طبيا مستقلا معترفا به بعدة سنوات.

وفي العام 1949، استخدم جوزف هولاندر (Joseph Hollander) ،للمرة الاولی، مصطلح (rheumatology) للدلالة على الوليد الجديد بين مجالات الطب الباطني، الا و هو تخصص طب الروماتيزم. وفي العام 1990 تحصل أول طبيب ليبي على شهادة التخصص الكامل في طب الروماتيزم. أما أول طبيب امريكي فقد تحصل على نفس الشهادة سنة 1973.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

المحاولات المبكرة لجعل طب الروماتيزم تخصصا منفردا

رغم التصاق كلمه روماتيزم ببعض امراض المفاصل القليلة التي كانت معروفه طوال قرون، إلا ان هذا لم يؤدي الى محاولة اكتشاف العلاقة المشتركة بين هذه الامراض والقيام بدراستها. و قد ظل تجاهل امراض الروماتيزم سائدا ، حتى بداية القرن التاسع عشر، غير ان الامر اخذ بعد ذلك في التغير ببطء، نتيجة لانتباه مجموعه من المع اطباء ذلك الزمان الى ضعف الاهتمام بدراسة الامراض المذكورة وتقسيمها. غير ان جهودهم هؤلاء لم تثمر هي الاخرى في جمع الامراض الروماتيزم في فرع من الطب قائم بذاته، ويرجع الامر في ذلك الى اضحالة المعارف الطبية المتوفرة آنذاك، التي جعلت تفريق امراض الروماتيزم من بعضها البعض أمرا صعبا.

وفي الربع الاول من القرن العشرين كانت الضروف قد اصبحت مواتية اكثر ، فقد توفر من المعارف الطبية والتحاليل المخبر يه ما يكفي للتفريق بين بعض الامراض الروماتيزمية المنتشرة وبعضها الاخر، ومن ثم اصبح بمقدور الاطباء تشخيص بعض الامراض باسمائها . وهكذا فبدلا من تشخيص المرض على انه الروماتيزم ، اصبح بالامكان اطلاق اسم محدد عليه ، كالتهاب المفاصل الروماتويدي او النقرس ( Gout ) مثلاُ. ومنذ ذلك الوقت اخذت المعارف الطبية حول هذه الامراض في الازدياد و التحسن، وهو مازاد عدد المهتمين بدراستها. ثم اخذ بعض هولاء في التجمع في جمعيات علمية تهتم بهذا الفرع من الطب، ثم تطور الامر الي التكتل في جمعيات طبيه لها اهتمام بامراض الروماتيزم وحدها. وقد شهد العام 1925م تاسيس انجح هذه الجمعيات، وهي مارست نشاطها حتى العام 2007 تحت اسم الاتحاد الدولي ضد الروماتيزم * وبمرور الوقت، اخذت الجمعيات المذكورة في الضغط على الاوساط الطبية الرسمية، لكي يصبح هذا الفرع من الطب فرعاً مستقلا بذاته، من فروع الامراض الباطنة ، مثل امراض القلب والدورة الدموية مثلاً، غير ان الوقت آنذاك كان لا يزال مبكراً لهذه النقلة النوعية.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

_______________
*. (International Leagues against Rheumatism)، ثم تغير اسمها بعد ذلك الى (International League of Associations for Rheumatology) التي يختصر اسمها في الحروف (ILAR )

الأحد، 29 مارس 2015

امراض الروماتيزم منذ القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين

منذ نهاية القرن الثامن عشر ، ومع انتشار المستشفيات الكبيرة العامة في اوربا والولايات المتحدة الامريكية، تمكن الاطباء من تتبع اعداد كبيرة من مرضي الروماتيزم في مكان واحد ، مما سهل ملاحظة اعراض هذه الامراض، ومن ثم تقسيم هذه الامراض الي مجموعات تتميز ببعض المميزات المتشابهة. ومنذ ذلك الحين اخذ التحسن يطرأ علي القدرة التشخيصية للاطباء في هذا المجال.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

الجمعة، 27 مارس 2015

تاريخ طب الروماتيزم في العصور القديمة

يمكن تتبع وجود الامراض الروماتيزمية حتي حقبة ماقبل التاريخ، حسب ما اثبتته دراسة البقايا الاثرية ومن بينها المومياءات القديمة. غير التغيرات الدالة علي الاصابة بالامراض الرماتيزمية تكون في الغالب عامة في هذه البقايا، بمعنى انه لايمكن استخلاص اسم المرض منها بدقة. ويستثني من ذلك ، بعض الحالات اكتشف فيها اثار اصابة العظام البشرية بتغيرات ناتجة عن الاصابة ببعض انواع البكتيريا المرضية، او التغيرات التي تصاحب مايدعى بامراض التهاب المفاصل الفقارية ( spondylarthritis) سلبية المصل (seronegative). كما نجد في كتابات الطبيب الاغريقي ابقراط (Hippkrates) وصفا لاعراض التهاب مفاصل تصاحبه الحمى يشبه في وصفه الحمى الروماتيزمية ، كما نجد وصفا آخر لآعراض مرض النقرس وبالذات نقرس ابهام القدم (Podagra).

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

د. احمد عبد السلام بن طاهر
استشاري أول طب الروماتيزم
عيادة الحكيم \ طبرق في ليبيا
هاتف الحجز في العيادة: (3201718-092)

https://www.facebook.com/ahmadbintaher

-------------------------

الصورة منسوخة عن النت!

الخميس، 26 مارس 2015

تحليل صورة الدم الكبرى

الموضوع موجود على الرابط "تحليل صورة الدم الكبرى".

تعريف أمراض الروماتيزم

الحقيقة أن ما نعنيه بكلمة روماتيزم ليس مرضا واحدا، ولكنه خليط كبير من مجموعة كبيرة من الأمراض المتعددة الأسباب. والحقيقة ان التعريف المناسب لهذه اللفظة بالشكل الذي يعبر عن نظرتنا الحديثة لامراض الروماتيزم، هو الذي اقرته منظمة الصحة الدولية عندما وصفتها بانها كلمة يقصد بها التدليل علي أمراض مختلفة تشترك كلها في قدرتها علي التسبب في حدوث الآم في جهاز الحركة، وترتبط في الغالب بنقص في مدى مجال الحركة، أي عدم القدرة على اداء كامل مجال حركة المفصل المعتادة بالنسبة لعمر الشخص وسنه.

ويمكن لبعض لامراض الروماتيزم ، التي تتميز باصابة تراكيب الجهاز الحركي كالمفاصل والروابط والاوتار والعضلات، ان تصيب الجلد و بعض الاعضاء الداخلية، كالقلب والرئتين والكبد وباقي اجزاء الجهاز الهضمي والكلى والعينين وغيرها.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

تحليل مادة الكالبروتكتين

موضوع تحليل الكالبروتكتين الخاص بالتفرقة بين امراض القولون الالتهابية والتهابات القولون الوظيفية موجود على الرابط " تحليل مادة الكالبروتكتين".

سرعة تثفل الكريات الحمر

الموضوع موجود على الرابط " سرعة تثفل الكريات الحمر" .

الروماتيزم ... كلمة من بلاد الأغريق

مجد الانسان ما هو الا مجموعة

اختلافات متراكمة حول اسمه.

الشاعر راينر ماريا ريلكه*

اضافة متاخرة

في بعض الاحيان، كان يساورني الشك بأن العبارة التي تقول بأنه " لا يوجد شخص لم يسمع بكلمة "روماتيزم" تقريبا، تعاني من زيادة كلمة " تقريبا" في نهايتها ، حتي ركبت منذ سنتين سيارة اجرة مع شاب في العشرينات من العمر. بعدها عرفت بانه من المفروض ان لا انسى "تقريبا" هذه أبدا ، عندما اتحدث عن الروماتيزم في محاضراتي في الجامعة. فقد أكد لي الشاب المذكور - دون أي شعور بحقد تجاه الأغريق - ليس ففط انه لا يعرف معنى هذه الكلمة- بل وايضا ـ أنه لم يسمع بها اطلاقا. ولهذا كان على ان اشرح له الامر.

كلمة من بلاد الاغريق

تعود الناس على سماع كلمة روماتيزم ( Rheumatism)، وعلى استخدامها. والحقيقة أن هذه الكلمة الرائجة الاستعمال في كثير من اللغات الأوربية والأسيوية.ليست عربية أصلا. ولعله من النادر جداً ان نقابل شخصاً لم يسمع بلفظة "روماتيزم"، غير انه رغم شيوع هذا اللفظ في كل اللغات تقريباً، فانه من الطريف ملاحظة مدى اختلاف ما تعنيه هذه الكلمة عند من يتحدثون حولها، وما يشوبها من عدم الوضوح والتحديد. فيستخدم بعض الناس كلمة روماتيزم للدلالة على الآم احدى تراكيب الجهاز الحركي كالمفاصل والعضلات. كما يستخدم البعض الآخر لفظة روماتيزم للدلالة على مرض من أمراض الروماتيزم المزمنة، كمرض التهاب المفاصل التنكسي، أو مرض التهاب المفاصل الروماتويدي (Rhematoid arthritis) . أما البعض الاخر فيقصد بلفظه روماتيزم ،ألآلم الذي يستشعره البعض عند التعرض للرطوبة او البرد.

ومصدر كلمة روماتيزم الحقيقي هو اللغة اليونانية القديمة ، متمثلا في كلمة "ريوما" ( Rheuma )، التي تشكل الشطر الأول من كلمة " ريوماتيزم" (Rheumatism). و قد وردت هذا الكلمة لأول مرة في كتابات الطبيب ألاغريقي أبوقراط ( Hippocrates ) في القرن الرابع قبل الميلاد، غير أننا نعرف اليوم أن أول من استخدم كلمة "ريوما" في الطب، هو الفيلسوف والمطبب الصقلي "امبيدوكليس" ( Empedokles) الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد. وربما يكون طول فتره استعمال هذه الكلمة ، هو السبب في انتشارها في الكثير من اللغات الأوربية والسامية والأسيوية.

وقد استخدم الاغريق هذه الكلمة في مؤلفاتهم للدلالة على ما نعنيه اليوم بكلمة "يسيل" أو " يرشح" ، غير أنهم لم يستخدموها للتعبير عن أمراض الجهاز الحركي وأعراضه ، بل للتعبير عن جملة من أمراض اخري ليس لها علاقة به، بل كان المصطلح يستخدم عند القدماء للدلالة على اضطراب في الجسم أو للدلالة على انتشار أعراض المرض في الجسم ( للقصد بأن ألمرض يرشح مثل الرطوبة خلال الجسم ). وفي القديم كان كثيرا ما يقال روماتيزم عيون أو انف أو حنجرة او غير ذلكا.

و قد ظلت هذه الكلمة " المصطلح" بمنأى عن الاستخدام في مجال أمراض المفاصل والجهاز الحركي ،حتى جاء الطبيب الفرنسي غيوم دي بايلو " Giullaume de Baillou واستخدمها للدلالة على أمراض المفاصل، وذلك في كتابه الشهير المعنون باسم "حول الروماتيزم و الآم الظهر" ** ، الذي نشر في العام 1642 ، أي بعد وفاة المؤلف بسنوات. ومنذ ذلك الوقت بدا انتشار استخدام هذه الكلمة ملتصقا بأمراض الجهاز الحركي .

د. أحمد عبد السلام بن طاهر

سابقا، أستشاري بقسم الأمراض الباطنة والروماتيزم في مستشفى أويرباخ في المانيا، ورئيس منتدب لقسم أمراض الروماتيزم بمستشفى "قريف" في بولندا

شارك في تأليف مرجع الروماتيزم الألماني الصادر سنة 2001 و 2008

متحصل على شهادة البورد وعلى شهادة الدكتوراة .PhD في طب الروماتيزم

استشاري أول طب الروماتيزم . سنة الحصول على درجة التخصص 1990

متحصل على شهادة البكارليوس في الطب والجراحة عام 1984م.

للاستشارات عن طريق الواتس اب والتيليغرام : 0928665810 (ليبيا)

الايميل: alregwa@gmail.com

______________

*. : عبارة الشاعر منقولة عن "كتاب دراسات في تاريخ العلوم وفلسفتها. تأليف جورج كانغيلام". ‏Rainer-Maria Rilke
**. Treatise Liber de Rheumatismo et Pleuritide dorsali.