لعل تشخيص مرض النقرس (Gout) هو اكثر التشخيصات خطأ، من بين تلك التي يقابلها استشاري امراض الروماتيزم يوميا. ومن المعتاد ان يكون سبب الخطا، هو اكتشاف الطبيب المعالج لوجود ارتفاع مستويات حمض اليوريك (uric acid) في الدم عند مريضا يعاني من بعض الآم المفاصل. وتكون النتيجة ان يخبر طبيبنا هذا مريضه بان لديه نسبة مرتفعة من "مادة النقرس" قاصدا بذلك ارتفاع مستويات حمض اليوريك ( hyperuricemia) وان عليه تناول دواء الالوبورينول (Allopurinol) لتخفيضها و التخلص من "داء الملوك" المزعوم هذا. وبعدها تبدأ رحلة المريض الطويلة مع التحاليل الدورية العبثية لتخفيض مستويات حمض اليوريك، ونصائح الاقلال من تناول اللحوم وبعض مصادر الغذاء الاخرى..
الصورة عن الرابط |
و الحقيقة ان الخطأ في تشخيص مرض النقرس، يشتمل على مخاطرة الطلب من المريض تناول دواء لا يحتاج اليه وذلك بشكل يومي لسنوات عديدة. ورغم ان دواء الالوبيرونول آمن نسبيا، الا ان تعاطيه يحمل معه ايضا، مقامرة تعريض المريض لاحد أخطر الاعراض الجانبية الجلدية المعروفة (severe cutaneous adverse reactions) وهي المجموعة لتي تدعى اختصارا بالحروف"سكار" (SCAR) ،و ذلك بشكل غير متوقع (Hung, et al. 2005). ومن المعروف ان الدواء المذكور، هو احد اكثر الادوية المعروفة، تسببا في هذه المضاعفات الخطرة على الحياة (Chung, et al. 2014)، وان كان حدوثها نادرا نسبيا. وقد لوحظ زيادة تعرض من تعطي دمائهم نتائج ايجابية لتحليل الـ (HLA-B*58:01) لاحد افراد هذه المجموعة الخطرة من الاعراض الجانبية (Chung, et al. 2015)، و قوة العلاقة بين الاثنين عند الصينيين (Hershfield, et al. 2013) بالذات وبشكل اقل بين الاوربيين و اليابانيين (Tassaneeyakul, et al. 2009).
وتشتمل مجموعة المضاعفات الجانبية الموصوفة بالحروف "سكار" (SCAR) على طفح جلدي "طفيحة دوائية " (drug rash) مترافقة مع زيادة اعداد نوع من كريات الدم البيضاء تسمى الحمضات (eosinophilia) في الدم و اعراض مجموعية ( systemic symptoms) او ما يعرف اختصارا باسم "درس" (DRESS) ، كما تشتمل ايضا على متلازمة ستفنسن جونسون ( Stevens-Johnson syndrome) و داء نخر البشرة السام (toxic epidermal necrosis) الذي يدعى ايضا باسم (Toxic epidermal necrolysis). وهذه كلها أسماء طبية التي تثير القلق و تحمل في طياتها خطورة على حياة متعاطي الدواء . وحاليا، ينصح الخبراء حاليا باجراء اختبار للـ (HLA-B*58:01) لمرضى النقرس "المشخصين بصورة صحيحة" قبل وصف دواء الالوبيرنول لهم (Scarsi, et al. 2014).
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق