بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 مايو 2015

بعضا من تاريخ تنسيب مرض الذئبة الى امراض الانسجة الضامة

        في التقسيم الطبي المعتاد، تقسم كل انسجة الجسم الى اربعة انسجة مختلفة هي النسيج الضام (connectiveالنسيج الظهاري (epithelial) ، النسيج العضلي و النسيج العصبي. وتنسب الامراض المختلفة بشكل او باخر الى احد هذه المجموعات، اخذا في الاعتبار التغيرات التي تحدثها في تراكيب كل واحد من الانسجة المذكورة.

       ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، وحتى العقود الثلاثة الاولى من القرن العشرين، حار الخبراء في تنسيب المرض الغريب الذي اتفق على تسميته بمرض الذئبة الحمامية المجموعية (SLE) الى أي من الانسجة الاربعة المذكورة. غير انه مع تجمع المعلومات الاساسية الجديدة حول هذا المرض في تلك الفترة، جاء العام 1942 فاقترح بول كلمبرر (Klemperer)  و بولاك (Pollack) و بير (Baehr) ضم المرض و المرض الروماتيزمي المسمى " تصلب الجلد الجهازي" (Scleroderma) الى مجموعة جديدة اطلقوا عليها اسم أمراض الكولاجين المنتشرة ( Diffuse collagen). واخذت الفكرة تنتشر، واصبحت واقعا. وفي العام 1947 لاحظ  دكتور ارنولد ريتش (Rich ) لاول مرة، ان لهذه الامراض القدرة على التسبب في التهاب الاوعية الدموية، فاقترح اطلاق اسم امرض الكولاجين والاوعية عليها ( Collagen-vascular) . وبعد ذلك بعدة سنوات، جاء العقد الخامس من القرن العشرين، فقام كليمبرر بمراجعة الامر، واقترح في دراسة له، فكرة امراض الانسجة الضامة (Connective Tissue Diseases)، التي ضم لها الامراض التي تسمى امراض الكولاجين المنتشر ، ومن بينها مرض الذئبة، ومنذ ذلك الحين يعتبر مرض الذئبة الحمامية المجموعية، ليس مرضا من امراض الانسجة الضامة فقط، بل الممثل الرئيسي لهذه المجموعة من الامراض ايضا. 

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق