بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 مايو 2015

بعضا من تاريخ التعرف على الاصابة الجلدية في مرض الذئبة

      لانعرف على وجه التحديد متي وصف مرض الذئبة الحمامية المجموعية باسم الذئبة لاول مرة في التاريخ. غير ان هناك ما يدل على ان اول ظهور لهذا الاسم كان في القرن العاشر الميلادي. كما ظهرت كلمة الذئبة (Lupus) في كتابات الطبيب روجيريو دي فروقاردي ( Roggerio dei Frugardi) من القرن الثالث عشر الميلادي، حيث استخدم هذا التعبير لوصف بعض التهابات الوجه عند مرضاه التي تشبه عضة الذئب. و بحسب دراسات العالم رودولف فيرتشو (Rudolph Virchow ) المستفيضة حول الموضوعن فقد كان اسم "الذئبة" يطلق على اي مرض يتسبب في قروح في الاطراف السفلى من الجسم او الوجه، خلال القرون السابقة للقرن التاسع عشر.

الصورة عن هذا الرابط 
      وفي منتصف القرن الثامن عشر وصف طبيب امراض الجلد البريطاني روبرت ويلان ( Robert Willan ) حالة مرضية تصيب الوجه و الانف باسم الذئبة ( lupus ). اما اول وصف واضح ودقيق للمظاهر الجلدية لمرض الذئبة فقد جاء في كتابات لوران تيودور بيت ( Laurent Biett ) التي نشرها تلميذه بيير لويس كازيناف ( Pierre Cazenave ) واطلق على المرض لاول مرة الاسم المعروف به حتى الان وهو الذئبة الحمامية (lupus erythematosus ) وكان ذلك في الام 1833. ومن المعروف ان اول وصف دقيق لاصابة الوجه من نوع الالتهاب القرصي المعروف حاليا باسم "الحمامية القرصية" (discoid lupus ) قد جاء به كازيناف في العام المذكور تحت اسم (erythema centrifugum). اما التغير الجلدي على الوجه الذي يشبه شكل الفراشة الحمراء، والذي يعتبر من العلامات المميزة للاصابة بمرض الذئبة، فقد وصفه لاول مرة طبيب الجلد النمساوي فيرديناند فون هبرا (von Hebra ) في العام 1846. اما اول رسم لاصابة الوجه في مرض الذئبة، فقد جاء في كتاب "فون هيبرا" المعنون باسم "اطلس امراض الجلد" والذي صدر في العام 1856.

      ومن اللازم هنا التذكيربان العلماء السابق ذكرهم، لم يتعرفوا على الخواص المجموعية ( اي قدرته على اصابة الجسم بشكل واسع ) للمرض، بل على مظاهره الجلدية فقط . اما من قام بتلك الملاحظة للمرة الاولى فقد كان الطبيب النمساوي موريتز كابوسي ( Moriz Kaposi ) وذلك في العام 1872. وقد فطن "كابوسي" الى انه ليس هناك علاقة بين مرضنا هذا، ومرض سل الجلد.

______________________________________________
Copyright© 2015 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2015 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق