رغم ازدياد عدد الاطباء الذين ساورتهم شكوك قوية في صواب نظرية الاخلاط والامزجة الاربعة، الا ان هذا لم يفد في معرفة تفسير جديد مقنع لمرض النقرس. غير ان اختراع الميكرسكوب قرابة العام 1590 غير هذا الوضع تماما، لانه اعطى للعلماء عينا جديدة لابصار الامراض على مستوى لم يكونوا قادرين على مشاهدته.
وبالنسبة لموضوعنا، فقد قام احد اعظم مستخدمي الميكرسكوب الهولندي "انتوني فان ليفينوك" (van Leeuwenhoek)، وكان مصابا بمرض نقرس مزمن، بفحص المادة البيضاء الصلبة الجيرية التي كانت تنشأ بجانب بعض مفاصله المصابة (gouty tophus). وقد لاحظ سنة 1679 بدهشة ان المادة المذكورة تتكون من كريستالات رقيقة مثل العصى المدببة عند الطرفين، لكنه لم يعرف لا تركيبها الكيماوي ولا علاقتها بالمرض. غير ان الحال تغير مع بداية تطور علم الكيمياء الحديث. ففي العام 1799 اطلق كلا من فوركروي ( Fourcroy) وفاكولين (Vauquelin) اسم حمض اليوريك (حمض البول) على الحمض الغير معروف الذي اكتشفه الكيميائي السويدي شيله ( Scheele ) سنة 1797 في حصاية مستخرجة من مثانة بولية لاحد المرضى، والذي تبين الكيميائي الانجليزي وولاستون (Woolaston ) انه موجود في المادة الطباشيرية التي استخرجها من جانب احد مفاصله المصابة بالنقرس.
وبالنسبة لموضوعنا، فقد قام احد اعظم مستخدمي الميكرسكوب الهولندي "انتوني فان ليفينوك" (van Leeuwenhoek)، وكان مصابا بمرض نقرس مزمن، بفحص المادة البيضاء الصلبة الجيرية التي كانت تنشأ بجانب بعض مفاصله المصابة (gouty tophus). وقد لاحظ سنة 1679 بدهشة ان المادة المذكورة تتكون من كريستالات رقيقة مثل العصى المدببة عند الطرفين، لكنه لم يعرف لا تركيبها الكيماوي ولا علاقتها بالمرض. غير ان الحال تغير مع بداية تطور علم الكيمياء الحديث. ففي العام 1799 اطلق كلا من فوركروي ( Fourcroy) وفاكولين (Vauquelin) اسم حمض اليوريك (حمض البول) على الحمض الغير معروف الذي اكتشفه الكيميائي السويدي شيله ( Scheele ) سنة 1797 في حصاية مستخرجة من مثانة بولية لاحد المرضى، والذي تبين الكيميائي الانجليزي وولاستون (Woolaston ) انه موجود في المادة الطباشيرية التي استخرجها من جانب احد مفاصله المصابة بالنقرس.
بعد مرور نصف قرن استطاع "الفرد غارود" (Alfred Garrod) ان يبتدع او اختبار كيميائي يستخدم في الطب، وكان لتقدير مستويات حمض اليوريك في البول والدم. وفي العام 1859 خمن "غارود "بان كريستالات حمض اليوريك في مرض النقرس قد تكون سببا في المرض وليس المرض هو المسبب لظهورها. في وقت لاحق استطاع "فريود فايلر" (Freudweiler) ان يثبت بالتجارب ان كريستالات حمض اليوريك هي المسببة لالتهاب المفاصل في مرض النقرس. غير ان هذه المعرفة الطبية لم تلفت نظر الاطباء والباحثين وطواها النسيان، حتى العام 1961 عندما نشر كلا من "ماكارتي" (McCarty) و "هولاندر" (Hollander) نتائج دراستهم التي تثبت وجود كريستالات حمض اليوريك في السائل الزليلي لمفاصل مرضى النقرس الملتهبة، مثبتين ملاحظات "قارود" و "فرويد فايلر" . هذا كما اوضحا طريقة التحقق منها باستخدام تقنية تعتمد على الفحص الميكروسكوبي والضوء المستقطب (polarized light) ايضا. وقبل ذلك بثلاثين عاما نشر "ارشيبالد غارود" (Archibald Garrod) عن اعتقاده بان مرض النقرس ما هو الا نتيجة لخلل موروث في عمليات الايض (inborn errors of metabolism)، وفي العام 1967 تم اكتشاف اول خلل في عمليات ايض موروث في التفاعلات الخاصة بمادة البورين (purine) الموجودة بكثرة في اللحوم والاسماك وبعض المصادر الغذائية الاخرى.
______________________________________________
Copyright© 2016 by Ahmed Abdulsalam Ben Taher
حقوق النشر محفوظة © 2016 للمؤلف أحمد عبد السلام بن طاهر
نشرت على صفحتي على الفيس بوك ( استشاري الروماتيزم د. احمد بن طاهر) بتاريخ 16 يناير2016
د. احمد عبد السلام بن طاهر
Dr. Ahmed Ben Taher
استشاري أول طب الروماتيزم
عيادة الحكيم \ طبرق في ليبيا
هاتف الحجز في العيادة: (3201718-092)
Dr. Ahmed Ben Taher
استشاري أول طب الروماتيزم
عيادة الحكيم \ طبرق في ليبيا
هاتف الحجز في العيادة: (3201718-092)
https://www.facebook.com/ahmadbintaher
--------------------------------
الصور منسوخة عن النت: صورة تبين شكل كريستالات حمض اليوريك في مفصل ملتهب عند مريض بالنقرس. الصورة الملونة لـ "انتوني فان ليفينوك" اول من شاهد هذه الكريستالات. اما الصورة الثالثة بالابيض والاسود فهي للطبيب "الفرد غارود".
الصور منسوخة عن النت: صورة تبين شكل كريستالات حمض اليوريك في مفصل ملتهب عند مريض بالنقرس. الصورة الملونة لـ "انتوني فان ليفينوك" اول من شاهد هذه الكريستالات. اما الصورة الثالثة بالابيض والاسود فهي للطبيب "الفرد غارود".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق